مقالات

أوتار معطلة

جريدة موطني

أوتار معطلة
بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد

أوتار معطلة

مصر ٠
في البداية عندما نتأمل في الدنيا من خلال حركة البشر السريعة كالنهر المتدفق ، مع تغيير معالم الحياة إلى ناحية سلبية بفرض البغض و الكراهية ، و بث روح الاحباط و الاستسلام طوعا أو كرها ، مع تبني مسلسل الشائعات و التشكيك في كل شيء بلا وازع ضمير قط ٠
و يصمم على ممارسة القتل و التكفير و التبديع و التفسيق ، أضف الى الوصاية و التسلط و الاقصاء و التعنت و الانتصار لقناعاته فقط ٠
و فرض الرأي و تكميم أفواه كل مختلف معه في تصور ماهية الأشياء و رسم خريطة تبين مظاهر الحلول و المقترحات على أرض الواقع ٠
و ذلك من خلال القدرات و الإمكانيات بقدر المستطاع في تواصل حميم في إطار الحوار الراقي و المناقشات الموضوعية و النقد البنَّاء و الإقناع المسموح بحيز الاختيار في رضا و قبول بعيدا عن روح المظلومية و المساومة ، و دغدغة المشاعر و الطعن في النوايا دينية و مدنية بالتخوين كل هذا و ذاك من أجل المصالح الضيقة على حساب المجموع ٠
أضف إلى التعصب و الجهل و الانتماءات التي تفرق وحدة الصف و تهميش الأخر داخل معادلة الحقوق و الواجبات و مبدأ العدل الاجتماعي ، الذي يحافظ على هوية و شخصية كل منا في إتقان دوره في المجتمع في اتجاه نظرة إيجابية شاملة لجوهر الحقيقة الغائبة و المضطربة ، بتفاعل الناس نحو الانزلاق في وادي القبح و المساوىء بعيدا عن خط الحسن و الجمال في مستوى لا يليق بالإنسان الطبيعي وسط التكليف و المهام المنوط بها ٠
فيغب عنه دوره الريادي الأساسي و ينسلخ من بهجة المسؤولية برغم إنه يعلم أن قيمة كل إنسان فيما يحسنه قولا و عملا مع منظومة الأداء النافع و المستمر في تلقائية تليق بالآدمية الحاقة ٠
و لذا نراه لا يعزف لحن وجوده على الحقيقي على رجع صدى أوتار السعادة في نقاء ، مهرولا صوب زاوية فلسفية تأملية من بين ركام الماضي العتيق ، بعد أن ينظف و يرتب عقله ووجدانه من جديد ، ليستقبل حركة الحياة في قالبها الأنيق الحديث ليستوعب التجارب بلا صمت ، و دون أدنة مزايدة فيستمتع برحلته الطويلة أو القصيرة في إقبال و ترحاب فلا يركن إلى أوتار معطلة لا يستطيع أن يحصد خيرها و لا ينطلق من خلالها ، و هو ليس بعاجز و يحاول عرقلة كل ما حوله كي ينحرف عكس المصار الصحيح ٠٠
و أخيرا و في النهاية لا يجد نفق ضوء ينقذه و يستسلم في خنوع و خضوع للمؤثرات ، و لا يصنع لنفسه لحظة الخلود دائما ٠
و على الله قصد السبيل ٠

أوتار معطلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى